قراءتكِ مرهقة .. وممتعة. :)

كانت القراءة الثانية لأحلام بالنسبة لي و التي أتت مصادفة و لكنني حقيقة وجدتها مختلفة ... ربما لأنها كانت بدايتهاالكتابية ... و دائما يكمن الجمال في البدايات ... موجعة النهاية التي وضعتها ... تلك التي جعلت فيها خالدأمام واقع لم يخطر على قلبه أنه قد يصله .. ولا حتى القارئ توقع ذلك ... و اكتشفت مع نهايتها أن أصعب الأقدار هو أقدار الموت الغير متوقعة بطريقة غير متوقعة لأشخاص غير متوقعين أيضا ...

رشح لي الكاتبة "أحلام مستغانمي" أستاذي "ناجح" أبو أسامة - ووقعت روايتها "ذاكرة الجسد" بين يدي فبدأتها.

اللغة فعلاً جميلة واختيار الكلمات كان رائعاً، والأسلوب جديد - نقلت شعور أبطال روايتها بحرفية جميلة. عدة مرات تعجبت من أن الكاتبة أنثى فقد تهيأ إلي في بعض المواضع أن الكاتب رجل لقدرتها الهائلة في نقل مشاعر بطل الرواية الرجل!

القصة في العموم تتحدث عن خالد الرسام الذي أحب ابنة قائده مروراً بالإشارة إلى الثورة الجزائرية ضد الفرنسيين والسلطة الموالية لهم وعن الشهداء الذين بذلوا دمائهم في سبيل أوطانهم وعن المصابين وكيف تأثرت حيواتهم! عن حب الوطن وعن ظلم السلطة! عن بساطة الحب وعن تعقيدات المشاعر! عن الذكريات وآثارها في تغيير المستقبل!
وعن خيانة الأحبة والأصدقاء وعن مرارة الذكريات!
"في الحروب، ليس الذين يموتون هم التعساء دائماً. إن الأتعس هم أولئك الذين يتركونهم خلفهم ثكالى، يتامى، ومعطوبي أحلام."

في رأيي المتواضع كان للرواية أن تكون أصغر لولا الإسهاب والإطالة ورتم الأحداث البطيء والمملة في بعض الفصول!

الرواية فازت بجائزة نجيب محفوظ للإبداع الأدبي ١٩٩٨ - وقد قرأته pdf على كندل - ٤٠٦ صفحة

الثوره و الحب و النضال و البطولة هم أوجه للثوار الجزائر الذين حققوا ثورتهم ووهبوهامن أبنائهم مليون شهيد لكيتشفوا ان الثوره لا تنتهي بخروج الفرنسين من بلادهم ....

الروايه رائعه بكتابتها النثريه الشعرية ... بطابعها الرومانسي الذي لا ينسى التاريخ لانه جزء منا كبشر

"الرواية قصيدة مكتوبة على كل البحور"
-نزار قباني

بداخل كل منا قسنطينه

دا كان أحساسي وأنا بقرأ الروايه حسيت ان معظمنا عنده قسنطينه يتمناها ولا يصل اليها فكل الجسور مقطوعه
لما نريد دائما ما لن نحصل عليه ابدا؟!!


بدأث الثلاثيه بفوضى الحواس .. ثم قرأت ذاكرة الجسد ..
في الروايتين لم تعجبني شخصية حياة ..

شخصيه مستهتره غامضه .. ولم أجد سبيلا غير كرهها


شخصية خالد .. موجعه جدا ربما هو من رمي بنفسة وسط تلك القصه المعلوم نهايتها مسبقا ولكن
ربما كان لديه أمل بنهاية مختلفه أقل وجعا ع الأقل ..!

كنت أدري أن العاشق مثل المدمن، لا يمكن أن يقرر بمفرده الشفاء من دائه، وأنه مثله يشعر أنه ينزل تدريجيا كل يوم نحو الهاوية. ولكنه لا يمكن أن يقف على رجليه ويهرب، مادام لم يصل إلى أبعد نقطة في الجحيم، ويلامس بنفسه قعر الخيبة والمرارة القصوى.

نحن لا نغفر بهذه السهولة لمن يجعلنا بسعادة عابرة، نكتشف كم كنا تعساء قبله. ونغفر أقل، لمن يقتل أحلامنا أمامنا دون أدنى شعور بالجريمة.

من الجرح وحده يولد الأدب. فليذهب إلى الجحيم كل الذين أحبوك بتعقل، دون أن ينزفوا.. دون أن يفقدوا وزنهم ولا اتزانهم.

Rest in peace! such an exhausting book.