Scan barcode
A review by gamal_saadeddin
The Varieties of Religious Experience by William James
4.0
بعد رحلة ممتعة وطويلة، انتهيت أخيرًا من كتاب (تنويعات التجربة الدينية)، لوليام جيمس. قرأته في ترجمته العربية الصادرة حديثًا لإسلام سعد وعلي رضا. والكتاب الحقيقة واحد من أهم الكتب في مجاله على الإطلاق، وتأخر ترجمته للعربية بشكل مُخجل، خاصة مع ثقله وأهميته.
في التنويعات، وليام جيمس، ولأول مرة، يستبعد الجوانب الثيولوجية والمؤسسات الدينية من محاولة البحث، ويُركز بشكل أساسي وحصري على التجربة الدينية نفسها التي يختبرها الإنسان. ولو بدا هذا المبحث معتادًا، فالفكرة إن وليام جيمس هو من بدأه. الكتاب صادر في عام 1902، واعتمد بالكامل على مجموعة من المحاضرات التي ألقاها جيمس في جامعة إدنبره. بعدها بحوالي 7 سنوات، سيصدر كتاب جيمس الأهم، البراجماتية.
كنت عرفت وليام جيمس سابقًا، وهو شقيق الروائي المشهور هنري جيمس، من زاوية علم النفس، تحديدًا كتابه الأهم (مباديء علم النفس) الصادر في 1890. الكتاب يعتبر من الكتب المؤسسة في مجال علم النفس، عالم ما قبل فرويد. وكثير من مؤرخي الطب يرون أن تصورات فرويد كانت مستحيلة بالكامل من دون كتابات وليام جيمس وملاحظاته ورصده للتجربة الإنسانية. مش بمعنى تأثير فرويد على جيمس، لأن الاثنين اختلفا في المفاهيم والأساليب والأفكار الأساسية، ولكن فيما يتعلق بأهمية جيمس، وما قدمه لهذا التخصص ككل في هذا الوقت المبكر. وإضافة إلى ذلك، فجيمس نفسه انتقد فرويد بوضوح في أكثر من موضع.
واحد من أهم اسهامات جيمس، بشكل مشترك مع عالم الفسيولوجيا كارل لانج، كانت في تطويرهما، بشكل منفصل، ما نعرفه الآن بنظرية جيمس لانج. التي ترى أن للعواطف أصولًا فسيولوجية واضحة، لا يمكن فصلها عن ظاهرة الشعور نفسه. وهي بالمناسبة نظرية تؤيدها كثير من الملاحظات الإكلينيكية المباشرة في الوقت الحالي. باختصار، ترى هذه النظرية أننا نرى الدب، فنهرب منه تلقائيًا، ثم نشعر بالخوف نتيجة لظهور الأعراض الجسدية. لا العكس. وبالتالي يصبح لإدراك الحالة الجسدية، والانتباه لها، دور حقيقي ومهم في التعامل مع الأعراض النفسية والمشاعر. يعني باختصار مفيش "شيء" اسمه خوف، بشكل حيادي منفصل عن ادراكه. وكل ذلك يحدث في طبيعة استقبال المخ البشري للمؤثرات الفسيولوجية وتأويلها في الدماغ.
كان من اللطيف إن الواحد يشوف بذور هذه الافكار في كتاب التنويعات، حتى وبشكل غير مباشر. واضح إن الراجل كان على قدر من تماسك الأفكار، إنه يقارب أفكاره من أماكن وتخصصات مختلفة، ويقدر في كل مرة يطلع بنتائج تستحق الانتباه لها.
الحقيقة إن الترجمة للعربية كانت في غاية الجمال، وباتقان قليل ما الواحد بيشوفه. ونتيجة ذلك كانت واضحة في المنتج النهائي.
في التنويعات، وليام جيمس، ولأول مرة، يستبعد الجوانب الثيولوجية والمؤسسات الدينية من محاولة البحث، ويُركز بشكل أساسي وحصري على التجربة الدينية نفسها التي يختبرها الإنسان. ولو بدا هذا المبحث معتادًا، فالفكرة إن وليام جيمس هو من بدأه. الكتاب صادر في عام 1902، واعتمد بالكامل على مجموعة من المحاضرات التي ألقاها جيمس في جامعة إدنبره. بعدها بحوالي 7 سنوات، سيصدر كتاب جيمس الأهم، البراجماتية.
كنت عرفت وليام جيمس سابقًا، وهو شقيق الروائي المشهور هنري جيمس، من زاوية علم النفس، تحديدًا كتابه الأهم (مباديء علم النفس) الصادر في 1890. الكتاب يعتبر من الكتب المؤسسة في مجال علم النفس، عالم ما قبل فرويد. وكثير من مؤرخي الطب يرون أن تصورات فرويد كانت مستحيلة بالكامل من دون كتابات وليام جيمس وملاحظاته ورصده للتجربة الإنسانية. مش بمعنى تأثير فرويد على جيمس، لأن الاثنين اختلفا في المفاهيم والأساليب والأفكار الأساسية، ولكن فيما يتعلق بأهمية جيمس، وما قدمه لهذا التخصص ككل في هذا الوقت المبكر. وإضافة إلى ذلك، فجيمس نفسه انتقد فرويد بوضوح في أكثر من موضع.
واحد من أهم اسهامات جيمس، بشكل مشترك مع عالم الفسيولوجيا كارل لانج، كانت في تطويرهما، بشكل منفصل، ما نعرفه الآن بنظرية جيمس لانج. التي ترى أن للعواطف أصولًا فسيولوجية واضحة، لا يمكن فصلها عن ظاهرة الشعور نفسه. وهي بالمناسبة نظرية تؤيدها كثير من الملاحظات الإكلينيكية المباشرة في الوقت الحالي. باختصار، ترى هذه النظرية أننا نرى الدب، فنهرب منه تلقائيًا، ثم نشعر بالخوف نتيجة لظهور الأعراض الجسدية. لا العكس. وبالتالي يصبح لإدراك الحالة الجسدية، والانتباه لها، دور حقيقي ومهم في التعامل مع الأعراض النفسية والمشاعر. يعني باختصار مفيش "شيء" اسمه خوف، بشكل حيادي منفصل عن ادراكه. وكل ذلك يحدث في طبيعة استقبال المخ البشري للمؤثرات الفسيولوجية وتأويلها في الدماغ.
كان من اللطيف إن الواحد يشوف بذور هذه الافكار في كتاب التنويعات، حتى وبشكل غير مباشر. واضح إن الراجل كان على قدر من تماسك الأفكار، إنه يقارب أفكاره من أماكن وتخصصات مختلفة، ويقدر في كل مرة يطلع بنتائج تستحق الانتباه لها.
الحقيقة إن الترجمة للعربية كانت في غاية الجمال، وباتقان قليل ما الواحد بيشوفه. ونتيجة ذلك كانت واضحة في المنتج النهائي.