Scan barcode
A review by mahmoud_radi
البحر والسم by Shūsaku Endō, كامل يوسف حسين
4.0
ضمن أحداث رواية (الصمت) لنفس كاتب هذه الرواية شوساكو إندو، وخلال تحقيق حاكم ناجازاكي إينوي مع الراهب سباستيان رودريجز بتهمة نشر الديانة المسيحية التي كانت وقتئذ ديانة محظورة في اليابان، شبه اليابان "بكونها مستنقعًا يجتذب كل شيء إلى ذاته" مدللًا على فشله في مهمة نشر الدين ﻷنه لا يعرف بواطن الثقافة اليابانية التي تتعامل بآليات معقدة ومركبة مع من يقبع خارج حدودها، واضعة الغريب عن هذه الثقافة في معضلة كبيرة لمحاولة فهمها.
في (البحر والسم)، يعود إندو مرة آخرى لاكتشاف الجوانب المظلمة والوحشية في الثقافة اليابانية، وهذه المرة خلال الحرب العالمية الثانية، أي في ذروة بروز النعرة القومية التي ميزت اليابان في هذه الفترة المظلمة من تاريخ البشرية، ومن خلال طرح مواجهة جديدة بين اﻷنا واﻵخر لكن على خلفية مختلفة، فبعد أن كانت خافية الصراع في (الصمت) على أساس الدين، يأتي الصراع في (البحر والسم) على أساس الوطن، وكيف نظر اﻹنسان الياباني في هذه الفترة إلى من لم ينتمي لنفس وطنه: مجرد شيء مستباح لهم ﻷي غرض، وهو ما نراه هنا من خلال تشريح اﻷسري اﻷمريكيين وهم على قيد الحياة.
نحن نرى هذا من الخارج فعلًا شريرًا ولا أخلاقيًا، لكنه بالنسبة ﻷبطال الرواية الضالعين في هذه المهمة المشينة ليس كذلك، وهو ما يبرز داخل الرواية أسئلة بالغة التعقيد على غرار أسئلة (الصمت): هل يبرر الهدف اﻷخلاقي المنشود أية أفعال غير أخلاقية تقام في سبيله؟ وهل كل من يقع خارج دائرة (اﻷنا) لا يتمتع بنفس الخصال اﻹنسانية التي يتسم بها؟ وهل كل التقدم العلمي والتحضر اﻹنساني الحادث لم يفلحا في تهذيب الطبيعة الوحشية للإنسان؟
في (البحر والسم)، يعود إندو مرة آخرى لاكتشاف الجوانب المظلمة والوحشية في الثقافة اليابانية، وهذه المرة خلال الحرب العالمية الثانية، أي في ذروة بروز النعرة القومية التي ميزت اليابان في هذه الفترة المظلمة من تاريخ البشرية، ومن خلال طرح مواجهة جديدة بين اﻷنا واﻵخر لكن على خلفية مختلفة، فبعد أن كانت خافية الصراع في (الصمت) على أساس الدين، يأتي الصراع في (البحر والسم) على أساس الوطن، وكيف نظر اﻹنسان الياباني في هذه الفترة إلى من لم ينتمي لنفس وطنه: مجرد شيء مستباح لهم ﻷي غرض، وهو ما نراه هنا من خلال تشريح اﻷسري اﻷمريكيين وهم على قيد الحياة.
نحن نرى هذا من الخارج فعلًا شريرًا ولا أخلاقيًا، لكنه بالنسبة ﻷبطال الرواية الضالعين في هذه المهمة المشينة ليس كذلك، وهو ما يبرز داخل الرواية أسئلة بالغة التعقيد على غرار أسئلة (الصمت): هل يبرر الهدف اﻷخلاقي المنشود أية أفعال غير أخلاقية تقام في سبيله؟ وهل كل من يقع خارج دائرة (اﻷنا) لا يتمتع بنفس الخصال اﻹنسانية التي يتسم بها؟ وهل كل التقدم العلمي والتحضر اﻹنساني الحادث لم يفلحا في تهذيب الطبيعة الوحشية للإنسان؟