" إنني الآن في غاية السعادة.
حتى وإن سمعت أصوت النحيب من الجهات الأربع, فإن شعور سعادتي الحالي وصل لنقطة التشبع والأكتفاء."

.

تدور احداث هذه الرواية في إيطار أسري, حيث تكون الأحداث من منظور الأبنة الكبرى لعائلة نبيلة الأصل.
ولكن بعد وفاة والدها, تضطر أن تعيش حياة مختلفة عن حياتها السابقة.
لترحل عن منزلهم الذي عاشوا فيه أجمل أيامهم, وتعيش ما تبقى من حياتها في منزل جبلي/قروي متواضع هي ووالدتها.
لتبدأ معاناة الأبنة في انتظار عودة الأخ من الحرب. ومحاربة ذكريات الماضي, ومخاوف المستقبل.
.

"دازاي", ذلك الرجل الحزين والتعيس جداً, كتب لنا رواية باذخة الجمال, رغم الحزن والبؤس الذي فيها, إلا أنها جميلة وعاطفية لدرجة لا يمكن وصفها.
طريقة السرد كانت عاطفية وقريبة للقلب, كان من الصعب أن أترك الرواية من يدي, كنت فقط أريد بعض الوقت لأقرأ المزيد منها.
هي عبارة عن جرعة مكثفة من مشاعر مختلطة, تجد فيها كل ما أنت بحاجة إليه، وربما أكثر بكثير من حاجتك أيضاً.

أعتقد أن "دازاي" قد ترك جزءًا من شخصيته الحقيقة داخل كل شخصية من شخصيات الرواية, قسم حزنه وخوفه وبؤسه على الجميع.
وهذا ماجعل الرواية مميزة رغم بؤسها, كونها كُتبت من رحم المعاناة, وكل هذه الوحدة والسوداوية كانت تعيش في داخله.
أعتقد أن ما يكتبه هو عبارة عن رسالة أنتحاره الخاصة, التي كان يكتبها في كل مرة يفكر بالموت.
كان يكتب ورغبته بالموت تزداد, كان يكتب والموت يرافقه على الدوام.
.

"إني لا أفهم مطلقًا لمَ علي أن أعيش؟
إنني لا أستطيع تحمل حزن أنني أعيش.
فـليعش فقط من يريد أن يعيش."